سجلت الأسهم الأمريكية خسائر أسبوعية حادة مع انتهاء تداولات الأسبوع الماضي والمنتهي في 19 أبريل، وذلك للأسبوع الثالث على التوالي، وسط إحجام المستثمرين عن المخاطرة بأسواق الأسهم وتفضيل اقتناء الأصول الآمنة.
وعند النظر للأداء الأسبوعي لمؤشرات الأسهم الأمريكية نلاحظ أن مؤشر ناسداك التكنولوجي هبط بواقع 893 نقطة أي انخفض بنسبة 5.52%، ليستقر قرب المستوى 15282 نقطة، مسجلا أسوأ أداء أسبوعي منذ أواخر أكتوبر 2022.
وكذلك، أنهى مؤشر S&P 500 جلسات الأسبوع عند المستوى 4967.24 نقطة بنسبة انخفاض بلغت 3.05%، وهو أسوأ أداء أسبوعي للمؤشر القياسي منذ أوائل مارس 2023، فيما استقر داو جونز الصناعي عند 37986.41 نقطة بختام الأسبوع.
وجاءت هذه الخسائر القوية بفعل ضعف شهية المخاطرة وإحجام المستثمرين عن التداول بأسواق الأسهم حيث صعد مؤشر (VIX) لأداء التقلبات بسوق الأسهم الأمريكية بنسبة 8% إلى 18 نقطة هذا الأسبوع، ما يعكس العزوف القوي للمستثمرين عن المخاطرة بسوق الأسهم الأمريكية.
وفيما يلي، يمكن إيضاح أهم العوامل التي عززت مخاوف المستثمرين للتداول بسوق الأسهم الأمريكية:
أولا: تزايد احتمالات استمرار النهج التشديدي في الولايات المتحدة
ساهمت التصريحات التي أدلى بها صناع السياسة النقدية الأمريكية هذا الأسبوع، في تعزيز الخسائر الأسبوعية لمؤشرات الأسهم الأمريكية بصورة حادة، حيث أوضح أعضاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن البيانات الاقتصادية الأخيرة تشير لتباطؤ التحسن بمسار خفض التضخم مع التلميح بإمكانية رفع الفائدة مجددا إذا قاوم التضخم الانخفاض، واستبعاد بدء دورة خفض الفائدة الأمريكية على المدى القريب.
الأمر الذي دفع الأسواق للاعتقاد بأن معركة كبح التضخم المرتفع لم تنته بعد، وهو ما يستدعي الحفاظ على النهج التشديدي لفترة أطول من الوقت، وهذا عزز الضغوط البيعية بسوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع.
ثانيا: تفاقم الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط
عززت التطورات الأخيرة بمنطقة الشرق الأوسط وتصاعد الصراع بين إيران والجيش الإسرائيلي الخسائر الحادة لسوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع، حيث وجهت إيران ضربات بطائرة مسيرة وصواريخ بمطلع الأسبوع ردا على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بسوريا.
وهو ما قابله توجيه الكيان ضربات مضادة استهدفت موقع نووي بالقرب من مدينة أصفهان، وفقا لما أفادته بعض التقارير الإخبارية، الأمر الذي أدى لتفاقم مخاوف الأسهم حيال الرد العسكري الإيراني وتداعيات ذلك على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، ما عزز إقبال المستثمرين على أوجه الملاذ الآمن المختلفة تحوطا من احتمالية نشوب حرب إقليمية.
ثالثا: صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية
قفزت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل واضح وساهم هذا في تعزيز الخسائر الأسبوعية لمؤشرات الأسهم الأمريكية وذلك في ضوء العلاقة العكسية بين الطرفين، حيث سجل عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات صعودا أسبوعيا بأكثر من 2%.